[color:7cdd=darkوكان جميع معارفه، ونساء كُن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد، ينظرون ذلك ( لو 23: 49 )
إننا نشكر الله، لأن ليس كل الذين كانوا عند الصليب اتفقوا على إهانة رب المجد، والازدراء به؛ بل كانت هناك قلوب أخلصت له وأحبته، كان يعتصرها الألم على ما قاساه سيدهم وحبيب قلوبهم. وهنا نحن نقرأ عن مجموعة من النساء، كُن بمثابة الزهور البيضاء، وسط الصخور الصماء.
ما أجمل منظر هذه الجماعة، في مشهد الصليب الكئيب! إنها لم تأتِ بدافع المهمة كالعسكر الرومان، ولا بدافع الفضول كالجمع المجتاز، ولا بدافع الشماتة في المتألم البار كرؤساء الأمة. بل إنها أتت بدافع الوفاء والولاء للمصلوب على الصليب الأوسط.
وكم انتعش الرب بمنظر هذه الجماعة الصغيرة! لقد وجد فيها عربونًا لمكافأته، ورأى فيها من تعب نفسه وشبع.
في مجموعة العسكر والشعب المجتاز، نرى الأنانية والجمود. وفي جماعة الشيوخ ورؤساء كهنة اليهود، نرى الكراهية والجحود. أما في هذه الجماعة الصغيرة الأخيرة، فنجد الوفاء والقلب الودود!
وعندما نقرأ هنا: «كانت نساء .. ينظرن من بعيد». فإننا نعلم عن يقين أنهن لم يقفن من بعيد خجلاً من المصلوب، ولا استكثرن أن يرتبطن بشخص هو موضع هُزء الجميع وسخريتهم، بل ربما لأنهن لم يتحملن رؤية المسيح على ما هو عليه، أو لأن العسكر منعوهن من الوقوف بالقرب من الصليب، ومع ذلك ظللن يتابعن، ولو من بعيد، ما يحدث لحبيب قلوبهن. ويقينًا كُن يرددن بأرواحهن معاني ترنيمتنا الشجية: وا حبيبي! وا حبيبي! أي حال أنت فيه!
ذكر أحدهم عن أولئك النساء التقيات قائلاً: ”إنهن يائسات، مُدمرَات، ثكلى، مُحطمات القلوب، لكن المحبة التي أوجدها الرب يسوع في قلوبهن من نحو شخصه، ما كان ممكن لجذوتها أن تنطفئ، ولا حتى بموته، وما كان يمكن أن يُقهر هذا الحب، حتى في ظروف اليأس القاتل الذي كن يجتزنه. نعم، ما كان يمكن للحب أن يُخمد، حتى ولو انسحب تمامًا نور الرجاء، وفوق بحر الحزن ما كان هناك ثمة أمل في بزوغ فجر!“
طوبى لكُنَّ أيتها النساء الفُضليات اللاتي عملن ما كُن نوَّد جميعنا أن نفعله لو كنا هناك، ولكننا لا نعلم أ كانت تواتينا الشجاعة، أم كنا سنُظهر الجُبن نظير الشجعان الكثيرين الذين جبنوا في ذلك اليوم
blue][b]